قعدتنا في الكافيه

إذا علمتَ ذلك وأدركتَه استطعت أن تفسر مواقفَ الكثير من المحيطين بك من أصحاب المبادئ عندما يصرون على مواقفهم بصورة يراها الآخرون جنونا أو حَمَاقة أو غباء!!!

فيه ناس على الطرف المقابل محترفة في استغلال - بل ابتزاز - مشاعر النوع الأول، وبالتالي بتاخد منه اللي هي عاوزاه في الوقت اللي هي عاوزاه بالكيفية اللي هي عاوزاها.. وكله بسيف الحياء!!

ذلك الموظف العتيق الذي لا تفارق السيجارة فمه مع كوب من الشاي ومنفضة مليئة بأعقاب السجائر، ومع لامبالاة واضحة بوجود الزبائن من عدمه..!

هذه القصة - وقصص شبيهة كثيرة غيرها - تُعرَض في سياق يستنكر رد فعل الركاب ابتداء ثم رد فعل الراكب المتسائل بغيظ!! لكن...

سألته يومها مبتسما: هل تعتقد أن هذه ظاهرة خطيرة أن نرى شباب يعلن أنه يعبد الشيطان ويسجد له؟!!

وبعد أن أثار هذا ضيقي بشدة، وبعد قليل من التأمل، اندهشتُ من ضيقي..!

وعلى طريقة الراحل أحمد خالد توفيق: (الخُبِّيزة) - لمن لا يعرف - كيان أخضر هلامي يحاول الادعاء أنه ملوخية لكنه لا يفلح في ذلك!

خرجت لأجد لفيفا كبيرا من الناس يحيطون بموقع سيارتي، فتجاوزتهم وأنا أتوقع مصيبة ما! وفعلا كانت كارثة..

سألتهم بلهجة الحكيم: هااا؟ نستفيد إيه من القصة دي؟!! لكنهم تجاهلوا سؤالي تماما وكان كل اهتمامهم وفضولهم منصب في سؤال واحد: كان عن إيه الكتاب ده يا بابا؟!!

لن أعطيك إجابة جاهزة بـ(نعم) أو بـ(لا)، ولكن دعني أسرد عليك سيناريوهين لعلاج هذه المشكلة، ثم فكِّر أنت في الاختيار الأصوب

هو هنا مش بيشحت.. لكن بيقدم سلعة بسيطة ومهمة!

وانتبهت فجأة إن سيارتي واقفة بشكل عجيب بالنسبة لواحد هيدخل الباركنج حالا.. فقعدت أضحك وأنا باقول: إيه الوقفة الغبية دي؟!!!