06 Aug
06Aug


حبيت مرة أحكي لـ (ندى) و(رُبى) قصة حصلت لي مع والدي الله يرحمه أيام المراهقة (يعني نفس سنهم حاليا) علشان أوضحلهم نتيجة عناد الابن في سماع كلام أحد الوالدين، خاصة في السن ده اللي بيكون المراهق فيه بيتعامل بعدائية وحِدَّة تجاه أوامر الوالدين بصورة عامة (إلا من رحم ربي طبعا).. وأوضحلهم أد إيه لما بـ نكبر وبـ نفهم، بـ نعرف إنهم كانوا فعلا عايزين مصلحتنا، وبـ نندم على مواقف كتير كنا بنعملها معاهم، وللأسف كتير برضه مابتكنش فيه فرصة للاعتذار عن حماقاتنا وقتها!!!
ومنها الموقف ده...
كنت مع والدي في مكتبة (أعتقد كنت في أولى ثانوي وقتها) ولقيت كتاب عن موضوع كنت هتجنن عليه.. فقعدت ألحّ عليه علشان يشتريهولي وهو رافض! ورغم إنه الوحيد في الدنيا اللي كان بيشجعني على القراءة سواء معنويا أو ماديا، ورغم إنه مارفضش بتعنت وقدم لي فعلا سبب لرفضه، لأنه اطلع على الفهرس ووضحلي إن الكتاب مش عن نفس الموضوع اللي أنا عايزه بالضبط، وإنه لو لاقيناه هيشتريه.. رغم كل ده.. لكني - بغباوة وبنفس العدائية - ظنيت إنه مش صريح معايا وإن السبب إن الكتاب غالي عليه!! ورغم إن ده في حد ذاته كان سبب كافي، إلا إني - بنفس الغباوة - أظهرت ضيقي وغضبي وفضلت ألح عليه لغاية ما اشتراه.. ووالله بمجرد ما رجعنا البيت وطالعت الكتاب بمزيد من التأني.. اكتشفت صحة كلامه، لكن للأسف اتكسفت بعد كل ده إني أبين له اللي في نفسي!
وندمت ندم شديد جدا فضل ملازمني فترة طويلة قوي، وكل ما أشوف الكتاب ده أفتكر الموقف شديد السخافة ده وأبقى نفسي الزمن يرجع بينا وأسمع كلام بابا.. لكن طبعا.. هيهات هيهات!!
المهم.. كنت ملاحظ فضول البنات وإنصاتهم للقصة.. فسألتهم بلهجة الحكيم: هااا؟ نستفيد إيه من القصة دي؟!!
لكنهم تجاهلوا سؤالي تماما وكان كل اهتمامهم وفضولهم منصب في سؤال واحد: كان عن إيه الكتاب ده يا بابا؟!!

تم عمل هذا الموقع بواسطة