08 Aug
08Aug


هناك قصة ساحقة الشهرة في محاضرات "التنمية البشرية" عن رجل يركب الطائرة (أو القطار - مش فاكر) وأبناؤه يزعجون الركاب باستمرار، والركاب حانقين من جلوس الأب هادئا دون محاولة إسكات أبنائه. وعندما انفجر فيه أحد الركاب متسائلا بغيظ عن سبب هدوئه، قال الرجل أنه تلقى خبر موت والدتهم منذ قليل، ولهذا يجلس مهموما حول كيفية إخبار الأطفال بالخبر!
* * * * *
هذه القصة - وقصص شبيهة كثيرة غيرها - تُعرَض في سياق يستنكر رد فعل الركاب ابتداء ثم رد فعل الراكب المتسائل بغيظ!! لكن..
يكاد المرء منا كلما ركب وسيلة مواصلات قابل أمًّا أو أسرة أولادها شديدي الإزعاج، فكم هو احتمال أن يقابل (حالة) كهذه أو شبيهة لها؟!
بالطبع قليل جدا إن لم يكن نادرا!
فهل الأصل أن أفترض تسامحية ملائكية من الناس (على غرار الفلسفات الآسيوية إياها)؟!
هذا ليس واقعيا في التعامل مع طبائع البشر!
وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم - في حديث وقوفه في الشارع مع زوجته صفية بنت حيي - أن صاحب الفعل "غير الطبيعي" أو "المثير للشبهات" عليه أن يوضح الأمر للمحيطين به متعاملا بمنتهى الواقعية مع طبائع البشر، وهذه من أهم صفات شريعتنا.
* * * * *
بالمناسبة من وجهة نظري رد الفعل الطبيعي في مثل هذا الموقف - وأشباهه - أن أعذر من أمامي حتى أتبين موقفه!
يعني، في موقف زي ده، كنت هروح بهدوء أنبه الراجل إن أولاده عاملين إزعاج، ولو طلع عند ظرف خاص هَتَفَهَّم موقفه ويمكن آخد بالي من الأولاد بداله، لكن لو طلع إنه "مجرد أب بارد" سايبنا بناكل في روحنا (وده غالبا هيكون بنسبة 98%).. ساعتها....!!

تم عمل هذا الموقع بواسطة