23 Mar
23Mar


1. لمن يحبون هذه النوعية، الفيلم مليء بشحنات عاطفية وقيم إنسانية راقية مع الخلو من أية مشاهد غير أخلاقية.
2. الموسيقى والديكورات والملابس وزوايا التصوير ممتازة، وفكرة الموت/الراوي غير تقليدية، ورغم غرابتها على ثقافتنا الإسلامية، إلا أنها مقبولة من المنظور الخيالي الإبداعي.
3. أداء الممثلين كان طبيعيا وممتعا للغاية بداية من البطلة الصغيرة وصديقها (خاصة في المشاهد التي تجمعهما معا فينسيان فيها حياة الكبار التي أُجبرا أن يعيشاها بكل جديتها وقسوتها وآلامها في تلك السن المبكرة)، مرورا بالأب بالتبني (أول من مثل الأمان للبطلة في عالمها الجديد)، انتهاء بالأم بالتبني التي كانت ممتازة في التعبير عن القسوة الظاهرة التي تخفي رقة وخوفا وعطفا بلا حدود خاصة وقت الأزمات (مع إشادة خاصة بمشهد المَدْرَسة عندما بَلَّغَت البطلة أن الشاب المطارد قد تم شفاؤه!).
4. رسم الحياة الفقيرة التي يسعد أصحابها بأقل الأشياء -رغم جحيم الحرب المحيط بهم- كان رائعا وملهما.
5. كذلك رسم الرعب الذي يعيش فيه هؤلاء بسبب نزوات القادة والزعماء وبسبب القهر الدكتاتوري كان حيا جدا: الرعب من التعبير عن الأفكار.. رعب المطاردة والاختباء من سلطات الدكتاتور فقط من أجل الانتماء (الفكري/العرقي/العقدي...إلخ).. الرعب من مناصرة المظلوم والألم الناتج عن القهر وعدم القدرة على نصرته.. الرعب من أقرب الأقربين خشية أن يكون جاسوسا للدكتاتور!!!
6. مشهد حرق الكتب لطمس أية أفكار غير أفكار الحزب/الفرد الحاكم مكرر عبر التاريخ وأراه متشابها جدا مع فيلم/رواية 451 فهرنهايت (شاهدته منذ 30 سنة ولم أنس هذا المشهد)، حتى مشهد تخبئة البطلة لكتابٍ ناجٍِ من المحرقة وسردها للقصص التي في الكتب على الناس مشابه أيضا للمشهد الأخير في الفيلم السابق ذكره، وهو ما يؤكد على الفكرة الرئيسية "الأفكار لا تموت ولها أجنحة قادرة على الطيران عبر الحدود"، وبالمناسبة نفس الفكرة يغطيها فيلم equelebrium!
7. النهاية مؤلمة جدا، لكن كان لا بد أن تكون كذلك؛ حتى تُظهر قسوة الحروب وتظهر أن الخاسرين فيها هم الشعوب البسيطة التي لا ناقة لها فيها ولا جمل!
كما جاءت بشكل احترافي صادم للمشاهد مع الإبقاء على هذا الانطباع لأطول فترة ممكنة؛ فهو يمكنه تقبل أن تنتهي حياتهم الحافلة بشكل دراماتيكي مليء بلحظات القلق والترقب واللهاث والرعب من النهاية القريبة.. لكن أن تأتي بهذه الطريقة.. دون أن يعرفوا حتى أن حياتهم شديدة البؤس نادرة السعادة ستنتهي بهذه الطريقة بالذات؟!!!
8. للأسف البرومو المكتوب عن الفيلم حتى في ويكيبيديا لا يعبر أبدا عن قصة الفيلم الحقيقية!
9. البوستر الدعائي (المرفق هنا) رائع، أقولها كمشاهد وكمصمم دعائي :) !
10. ما زلت أكرر: اهتمامنا بالفن سيما السينمائي أراه واجبا لا مجرد رفاهية؛ فكم من قضايانا يمكنها بواسطة فيلم احترافي ذي إنتاج عملاق أن تلفت أنظار العالم أجمع إليها وأولهم أبناء جلدتنا الذين لا يدرون عنها شيئا؟! فتلك الأسرة في مثل هذا الفيلم يمكنها ببعض التغييرات في السيناريو أن تتحول إلى أسرة فلسطينية، أو سورية، أو تركستانية شرقية، أو بوسنية، أو شيشانية... إلخ!!

تم عمل هذا الموقع بواسطة